الحمد لله رب العالمين ، و الصلاة و السلام على أكرم المرسلين صلى الله عليه وسلم.
أما بعد ،،،
قال الله تعالى في كتابه الكريم :
( قال يا إبليس ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي أستكبرت أم كنت من العالين ( 75 ) قال أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين ( 76 ) )
من المجزومات و المسلّمات هو الإيمان بالله عز وعلى ، و نلاحظ من سياق الآية الكريمة أن الله سأل إبليس عن عدم سجوده لآدم و بتوجيه الاستفسار أيضاً قبل الحكم عليه بهذه الجريمة بالرغم من إن الله علام الغيوب و يعلم ما لا يعلمون ، ما الحكمة في ذلك ؟
لا شك ومن الواضح بأن الله يريد أن يظهر لجميع مخلوقاته مدى عدالته وهو خالق العدل وينقل لهم أسلوب التعامل الصحيح في تحقيق العدالة و أن يترك لإبليس مجال لتبربر ما قام بفعله قبل أن يصدر حكم في حقه وهو الطرد من رحمته إلى يوم يبعثون وعدم إقصاء المتهمين و أن يكون أسلوب تعامله أساس يحتذى به للجميع و يُظهر للجميع بأن حق الدفاع حق جوهري مقدس لكل شخص توجه له تهمة بالرغم من توافر جميع الأدلة و الإثباتات التي تدين ارتكابه للفعل وهذا ما يجهله بعض المتعاملين في يومنا هذا !!
ونلاحظ حتى في المحاكم ينتهجون نهج الخالق العادل في توجيه التهمة لكل متهم يقف أمام العدال و مسائلته عن سبب ارتكابه لهذا الفعل قبل توجيه الحكم ضده ، وللأسف حين يعلمنا الخالق مبدأ الحكم العادل و تقوم جهة الاختصاص – المحاكم – بتطبيق هذا المبدأ فيأتي الجاهلون بضرب هذا المبدأ في عرض الحائط ويحكمون بما تهوى أنفسهم ونرى المدير يحكم على الموظف لتغيبه بخصم من الراتب دون أن يسأله عن سبب تغيبه ونرى في الجانب الآخر البعض يحمل الحقد الدفين على شخص بسبب فعل أو كلمة صدرت منه دون أن يسأله عن سبب هذا الفعل و يؤكد لقلبه قبل أن يصدر حكم الحقد الدفين اتجاه أخاه المسلم !!
لا يجوز بأي وجه من الأساس لا جملةً ولا تفصيلاً أن يقوم أي شخص باتهام أي فرد بدون أن يفسح له المجال بالدفاع عن نفسه و يبرر علناً عن سبب ارتكابه لهذا الفعل حتى ولو كانت أسبابها جازمة أمام عينه وبعد ذلك يحق للسائل أن يحكم على خصمه بما أراد وبما يراه مناسباً حتى يبرء ذمته من الله ولا يقع في الشبهات .
بقلمي المونت بلانك / سعيد