كُن أنت محور حياتك

 

حياتنا قطار منطلق إلى الأمام، يتوقف في عدة محطات ولكنه لا يعود أدراجه لأول محطة، ومع كل محطة يتوقف فيها يترجل راكب ويصعد آخر، والغالب أن هناك راكبٌ لا نتمنى نزوله، ففي بُعده ألم وأسى وشيء من الحسرة وأفكار سلبية تعصف بنا يمنةً ويسرة، باختصار هذا ما يحدث لنا حين نجعل من بعض الأشخاص محوراً لحياتنا مُتناسين بأن ذلك قد يهدمنا في يوم ما .

 

يبدأ السيناريو بالاهتمام بأشخاص معينين، نُحيطهم بالرعاية والحــب ونسعى دائماً لحمايتهم وتوفير احتياجاتهم، ونكون بالنسبة لهم كالدرع الواقي من الرصاص يعطينا الآمن ويحمينا في ذات الوقت، فالأبناء الذين كانوا محور حياة أبائهم وأمهاتهم سيكبرون ويستقلون ويبتعدون، وقس على ذلك علاقات عدة .

فأنت حينما تُعطي اهتمامك لشخص بعينه فتأكد بأنك قد وضعت نفسك في زاوية ليست بسهلة ومع مرور الوقت سيكون خروجك منها صعباً، فعقلك الباطن يصور لك بأن هذا الشخص أصبح يعني لك الكثير حيث لا يكون يومك سعيداً إلا بوجوده وحياتك لا معنى لها إن لم تقدم له شتى أنواع العطاء، لتكتشف في نهاية الأمر بأنك كُنت تُعطي ولكن لم تُعطى شيئاً، وهنا لا ألوم الطرف الآخر وإنما أوجه جميع اللوم لمن رضخ من البداية إلى العطاء دون مقابل، فالمقابل هنا مجرد شخص يمدنا بطاقة إيجابية جميلة.

ولكن في الحقيقة .. أياً كان من يهمنا أمره فهو قطعاً ليس أغلى أو أثمن منا، لماذا نجعل البشر محور حياتنا ؟ ألسنا قادرين على إسعاد أنفسنا ؟!! . 

إن من أهم الركائز التي يعتمد عليها الإنسان السعيد هي عدم تمحور حياته على شيء بذاته، فهو يملك قناعة تامة بأن السعادة تنبع من داخله، وهو من يمنحها لنفسه. 

عش حياتك ونوع علاقاتك وتواصل مع الأشخاص المحيطين بك ولكن قبل ذلك امسك المسطرة وارسم خطاً يفصل بينك وبينهم واعتبره حاجزاً يحميك من اختراقهم لك، فأنت لك كامل الحرية ومن حقك أن تعيش حياة هانئة وسعيدة، وهم لهم الحق كذلك في الاختيار بين الاستمرار معك بعد أن جعلت من نفسك محوراً لحياتك وبين البُعد عنك، وفي كلتا الحالتين لن تخسر شيئاً .

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.